واقع ومنظور قطاع النخيل في السودان

أ.د محمد محمد علي خيري

كلية الزراعة، جامعة دنقلا، السودان
ملخص

النخيل في السودان محصول اقتصادي وأمن غذائي. يقدر الإنتاج السنوي بحوالي 431000 طناً مترياً في العام وهو ضئيل مقارنة بإمكانات القطر الهائلة. يشتهر السودان في العالم بإنتاج التمور الجافه. يؤدي تحول مناخه من جاف جداً في شماله لرطب جنوباً لتحول مواز في توزيع الأصناف من تمور جافة في الشمال لشبه جافة ورطبة باتجاه الجنوب. يجري تحسين تقانات خدمة النخل والسبائط، وتطوير الوسائل الآمنة لصعود النخيل، وترقية الحصاد والتعبئة والتخزين والعرض والمداولة. توجد ستة أصناف تجارية جيده في السودان هي البركاوي وفنديلة وابتمودا الجافة ومشرق ود خطييب وودلقاي شبه الجافة والصنف الرطب مدينة. والبحوث قادمة بتركيبة أصناف أفضل بالانتخاب المحلي والاستقدام من مختبرات الأنسجة بالخارج. بدا تطوير سبعة مختبرات زراعة أنسجة وطنية لإكثار النباتات ولكنها حتى الآن لم تدخل مجال الاكثار التجاري للنخيل. لا توجد فحول نخيل محلية مسماة حتى الآن في السودان وتلقح النخيل تجارياً بفحول عشوائية. تم الشروع في تحسين الفحول بالانتخاب المحلي والاستقدام من الخارج. السودان خال حتى الآن من سوسة النخيل الحمراء الكارثية ولكن الأرضة والحشرات القشرية والعناكب وآفات المخازن والطيور والقارضات من الآفات الخطيرة. والسودان خال أيضاً من مرض البيوض المدمر واجراءات الحجر الزراعي مشددة لحظر ادخال أي آفات أو أمراض من الخارج. اللفحة السوداء وتبقع الأوراق وعفن النورات الزهرية أمراض تعرض النخيل لبعض المخاطر. تتم السيطرة على هذه الأمراض بإصحاح البيئة. يوجد خط لتعبئة التمور في مصنع كريمة الحكومي والخطط ماضية لإنشاء مصانع حديثة. منتجات التحويل الصناعي للتمور قاصرة على الخل والكحول الطبية والخبز. تصنيع اجزاء النخلة معروفة منذ القدم ويجري تطويره لتوسيع قاعدة المنتجات الصناعية. تسوق التمور حالياً في الاسواق المحلية إلا القليل الذي يصدر لدول الجوار.

كلمات مفتاحية: أصناف* أفات* اكثار* أمراض* تاريخي* تحويل* تسويق* تصنيع* حصاد* فلاحة* موارد وراثية

خلفية تاريخية

السودان من أعرق الدول المنتجة للتمور في العالم حيث ارتكزت حضارات وادي النيل على النخيل والتمور في شتي مناحي الحياة فوفرت ثمار وأجزاء النخلة المختلفة الكثير من متطلبات تلك الحقب من أغذية ومشارب ومواد بناء ووسائل ري وأواني منزلية وأسرّة ومفارش وحبال وأسيجه وغيرها فكانت النخلة عصب الحياة لإنسان وادي النيل عبر الدهور والأزمان. وتظل نخلة التمر في السودان محصولاً اقتصادياً وأمن غذائي يزرع في المناطق الصحراوية من القطر مؤدية دورها كمصادر للدخل وكسب العملات الأجنبية والمواد الخام للصناعات والاسهام في التنمية القومية.

وكان لارتفاع مناسيب نهر النيل ومستوى الماء الأرضي في تلك الأزمنة ما مكن النخيل من الحصول على احتياجاتها المائية دون ري، ويسر رفع مياهه المميزة بجودتها بوسائل ري مبسطه كالسواقي (صورة رقم 1) والشواديف (صورة رقم 2).

ويسرت هذه الظروف الحصول على محصول تمر وفير بتقانات خدمة وإنتاج مقتصرة على عمليتي التلقيح والحصاد فقط. وعبر الدهور تبلورت عن هذه الممارسات ثقافة إنتاج ذات طابع خاص بالمنطقة. وهكذا نشأت على شاطئي نهر النيل بساتين نخيل متعددة السيقان ومحاطة بكتل كثيفة من الفسائل التي تشكل بؤراً ومأوي للآفات التي تفتك بالنخيل والتمور (صورة رقم 3).

وفي تحول مواز لمناخ السودان الحار الجاف جداً عند خط عرض 21 درجه في الشمال وتدرج في ارتفاع الرطوبة النسبية جنوباً، نشأت أصناف تجارية جافة في الحدود الشمالية لمناطق القطاع مع تحول تدريجي لأصناف شبه جافة ورطبة باتحاه الجنوب، تتخللها بعض الأصناف الأقل اهميه تجارياً، ونخيل بذرية عديدة وأخرى محدودة العددية بنوعيات عالية وجودة مميزه. وغفل الأولون عن أهمية فحول النخيل ودورها في تحسين النوعية ومواءمة الأصناف إلا من ملاحظات محدودة فاتبعوا تقليداً لتلقيح النخيل بما هو متاح من الفحول. وتنحصر جل ثروة نخيل السودان على شاطئي نهر النيل في ولايتي الشمالية، فنهر النيل ورقع محدودة في الوديان وشمال كردفان وشمال دارفور وكسلا والخرطوم والبحر الاحمر (خارطة رقم 1).

ورغم توفر المساحات الشاسعة فإن عدد نخل السودان قد لا يتعدى الثمانية مليون نخلة تقريباً وإنتاجاً يقدر بحدود أربعمائة ألف طناً من التمور في العام، مما يضع السودان في حوالي المرتبة السابعة في قائمة أولى الدول المنتجة للتمور في العالم (منظمة الأغدية والزراعة 2010). ولكن من الممكن أن يحرز السودان مرتبة أعلى في قائمة الدول المنتجة للتمور لو تمكن من استغلال موارده الهائلة المتمثلة في المساحات الشاسعة الممتدة بين خطي عرض 21° شمال عند الحدود المصرية شمالاً و لحوالي °15 شمال جنوباً بعرض القطر ووفرة مياه الري من نهر النيل وباطن الارض والمناخ الملائم لإنتاج أصناف التمور في انتقال سلس من تمور جافة في الشمال عند وادي حلفا، لخليط من تمور جافة ورطبة في الوسط عند أبي حمد، انتهاءً بتمور مستساغة الطعم في مرحلة الخلال عند الطرف الجنوبي حيث تحد الرطوبة العالية من انتشار النخيل جنوباً. ولترقية هذا القطاع فقد وضعت حكومة السودان خطة باستهداف الآتي:

.أ - زيادة إنتاج التمور شبه الجافة والرطبة مع الاحتفاظ بتميز الدولة لإنتاج التمور الجافة
.ب – ترقية تقانات الإنتاج وما بعد الحصاد لرفع جودة تمور السودان لمقابلة المعايير العالمية
.ج- بناء القدرات البشرية والمؤسسية، بالتركيز على زراعة الخلايا ومرافق التعبئة والتغليف
.د- تحسين رفاهية زراع النخيل
.ه- زيادة اسهام النخيل في الناتج المحلي الاجمالي وكسب التبادل الخارجي

الممارسات الفلاحية
العمليات الزراعية

تتطور العمليات التقليدية نحو الأحدث وفق مستجدات الظروف الطبيعية وتلبية رغبات المستهلك. لم يمارس زراع النخيل في السودان قديماً عملية ري النخيل. ولكن مع الزمن، نتج عن زيادة استهلاك المياه وإنشاء خزانات الري في أعالي نهر النيل، انخفاض شديد في مستوى الماء الأرضي في مناطق زراعة النخيل في السودان مما استوجب ري النخيل لمواكبة التحول في شحة توفر المياه الأرضية. ولم يتعود مزارع السودان تسميد النخيل ولكن مع التوسع في الرقع الزراعية وامتدادها من الأراضي الخصبة حول النيل للتروس العليا الأقل خصوبة وعالية الملوحة، فقد ادخلت تقانات استصلاح التربة ووضع مخصبات التربة حول شتلات النخيل عند الزراعة لمساعدتها في النمو والانتاج. وشهد تخطيط بساتين النخيل تطورا كبيراً بزراعة النخيل في خطوط منسقة تسهيلاً لعمليات خدمة النخيل وميكنة عملياتها. كما بدأت عمليات إزالة الخلف المكتظة حول النخلة الأم لتسهيل عمليات الخدمة ومعالجة ما كان ينجم عنه بعد سنوات أجمة من شجر ينافس بعضه البعض في الحصول على الضوء والماء والعناصر الغذائية.

لم يتملك زراع النخيل في السودان حتى الآن بعض التقانات الهامة لخدمة النخيل كالتكريب وإزالة الألياف لتعرية السيقان تمهيداً لصعود النخل بالوسائل الآمنة، ولا يقومون بإزالة الأشواك لتسهيل عمليات التلقيح والحصاد وخدمة النخلة. والزراع بحاجة لامتلاك تقانات خدمة السبائط -خف الثمار وتدليتها وتغطيتها.

الغمر هو أكثر وسيلة متبعة لري النخيل في السودان بينما بدأ بعض الزراع في اتباع نظم الري بالتنقيط والنوافير الموفرة لمياه الري. وتصمم نظم الري بالتنقيط لرشح 160 لتراً من الماء في الساعة لسد احتياجات ري النخلة الكبيرة.

أوصت البحوث الزراعية بتسميد النخيل بمعدل ستين كيلو جراماً من روث الحيوان للنخلة في العام وهو المتبع (باشاب وآخرون 2006). يستخدم بعض زراع النخيل الأسمدة الكيماوية خاصة مركب الازوت والفسفور والبوتاسيوم وفق متطلبات معاملة التربة.

يتم معظم إكثار النخيل بالفسائل. وبينما يسهل اكثار الأصناف شبه الجافة بفصل الشتلات من الأم وغرسها في الموقع المستديم، فإن من العسير جداً إكثار أصناف السودان التجارية الجافة إلا بالتجذير بالترقيد الهوائي.. لذا فإن إكثار الأصناف الجافة يتم بتجذير الشتلات في أوعية بلاستيكية ثم فصلها وغرسها في الحقل. تثبت هذه الأوعية في قواعد الشتلات المنظفة وتضاف خلطة من بيئة استزراع بكمية تغطي قاعدة الشتلة ثم توالى بالرش مرطبة حتى تكوين جذور جديدة للشتلة داخل الوعاء (صورة رقم 4). تستغرق هذه العملية من تسعة أشهر إلى عام ثم تفصل الشتلة من الأم للزراعة في الموقع المستديم.

التلقيح

تمارس عملية التلقيح في السودان بكفاءة عالية منذ القدم بوضع بعض الشماريخ على العذوق. ولم يتملك الزراع حتى الآن تقانات التلقيح باستخلاص حبوب اللقاح والتعفير. كان لعدم انتباه زراع النخيل في السودان لدور الفحول الهام في التوافق مع الأصناف وتأبيرها وتحسين نوعيات تمورها وزيادة انتاجها ما نتج عنه عدم وجود فحول نخيل تجارية محلية في السودان. فلا توجد فحول نخيل سودانية بمسميات كفحل العين والغنامي ومبني وفرض وغيرها. ورغم ملاحظة بعض زراع النخيل في السودان لعدم توافق بعض الفحول مع بعض الاصناف التجارية أحياناً فإن هذه الملاحظات لم تطبق على النطاق المطلوب، حيث عمد الزراع لخلع الفحول والتخلص منها كمواد غير مرغوب فيها. واستدراكاً لدور الفحول في ترقية قطاع النخيل فقد بدأت البحوث في انتخاب الفحول بالسودان. وصدرت عن هذه البحوث توصيات بتلقيح أصناف المشرق بالفحلين حلفا 3 وحلفا 6 (داوود 1997). وأوصى بحث لتقييم وانتخاب بعض الفحول المرقمة بتلقيح البركاوي بالفحل رقم 3 والفحل رقم 10 لتلقيح صنف القنديلة (صورة رقم 5)، بينما أشار البحث لتوافق تام بين جميع فحول الدراسة وصنف المشرق ود خطيب.(باشاب وخيري 2012 ).

عمليات الحصاد

التمور الجافة سهلة الحصاد والتخزين والتداول. وتتم عملية الحصاد في السودان بصعود العامل على الكرب لقمم النخل، وقطع العذوق واسقاطها من أعلى على مفارش عند قواعد النخيل وتعبئتها في جوالات من الخيش وتخزينها. وللصعود على الكرب مخاطرها فهي ليست وسيلة أمنه للوصول لقمم النخيل وقد نجمت عنها حوادث سقوط مأساويه. ولتحسين وسائل الصعود فقد أدخلت وسائل تجريبية لصعود النخيل بالحبال (صوره رقم 7) والسلالم، وربما يأتي استخدام الآلة قريباً، غير أن تكلفة الآلة العالية، واستخدامها وصعوبة حركتها في بساتين عشوائية التخطيط تعيق استخدامها وتقلل من فرص نجاحها.

السيطرة على الآفات والامراض والحشرات
سوسة النخيل الحمراء Rhynchophorus ferrugineus Oliv.

تمارس عملية التلقيح في السودان بكفاءة عالية منذ القدم بوضع بعض الشماريخ على العذوق. ولم يتملك الزراع حتى الآن تقانات التلقيح باستخلاص حبوب اللقاح والتعفير. كان لعدم انتباه زراعالسودان خال حتى الآن من سوسة النخيل الحمراء واجراءات الحجر مشددة لحظر دخول هذه الافة الفتاكة. ولا تسمح إجراءات الحجر الزراعي ادخال شتلات نخيل نسيجية تتعدى أوراقها الأولية الخمسة فقط.

الحشرات القشرية

تهاجم ثلاث حشرات قشرية النخيل في السودان وهي:

الحشرة القشرية البيضاء Parlatoria blanchardi

هذه حشرة متلفة متوطنة في البلاد منذ زمن ومنتشرة على نطاق واسع. تكافح هذه الحشرة بالمبيدات الحشرية مضافة إليها زيوت معدنيه لإذابة الطبقة الشمعية المحيطة بالحشرة.

الحشرة القشرية الخضراء Palmaspis phoenicis (صورة رقم 8 . ب)

هذه حشرة غريبة أدخلت للسودان في أوائل ثمانينات القرن العشرين. ورغم أنها لا تشكل خطورة في البلدان التي تتواجد فيها منذ زمن، وعبرت منها للسودان، فإن أضرارها كارثية في السودان خاصة على الأصناف التجارية الجافة (ابتي موده وبركاوي وقنديله). قد تكون طبيعة هذا الدمار ناتجة عن عوامل بيئية أو عدم وجود مفترسات أو ضعف مقاومة هذه الاصناف للإصابة مع قلة وعي المواطن في التعامل معها وعدم تمكن وسائل وقاية النباتات والحجر الزراعي من محاصرته وابادته في مهده. عند مواجهة حدث هذه الحشرة في الولايات المتحدة مع ادخال الشتلات من العالم القديم، فشلت كل جهود السيطرة عليها بالوسائل الكيميائية على النخل البالغ. فقد كانت السيطرة الكيميائية فاعلة على النخيل الصغيرة فقط. ولكن أحداث حرائق اشتعلت بفعل زلزال عام 1906م في كاليفورنيا كشفت استعادة نخل زينة الكناري خضرتها من الحريق وأثمارها في العام الثالث. وقادت هذه الملاحظة لعملية استخدام المشاعل النفطية لحرق النخل المصاب في كاليفورنيا وارزونا وابادة الحشرات القشرية واستئصالها نهائيا من الولايات المتحدة. في جهد مماثل، يسعى بعض زراع النخيل في السودان للسيطرة على الحشرات القشرية بالحرق.

حشرة النخيل الحمراء أو الرخوة Phenicoccus marlate

حشرة قشرية تتواجد في السودان على نطاق محدود.

العناكب
عناكب الغبار (Oligonichus afrasiasticus, Mc Gregor) and (O. pratesis )

هذه العناكب مدمرة لثمار النخيل في المراحل الأولى من نموها. فما لم تجر عملية مكافحة وقائية قبيل أزهار النخيل ومكافحة تاليه فور ظهور الاعراض، فان الاصابة قد تكون خطيره (صوره رقم 8. ج). وجد في السودان أن رش العناكب بمبيد فيرتمك وسيلة ناجعة لمكافحة هذه الآفة.

الفقاريات
الطيور
عصفور الدوري، المعروف بود أبرق (صورة رقم 9 أ). Passer riomestics Arborous
طائر البلبل الأبيض من الباطن، (صورة 9.ب) Pycnonotus barbatus Arsinoe
سوسة النخيل الحمراء Rhynchophorus ferrugineus Oliv.

آفات مدمرة تهاجم التمور في مراحل التحول للخلال والرطب الحلوة المذاق. تغطية العذوق بأكياس شمعيه أو قماش تقلل الضرر، والمساعي جارية لإيجاد الأغطية الفاعلة لحماية التمور في أجواء السودان الممطرة صيفاً. ويمكن طرد الطيور بوسائل الأصوات العالية كما أن تخفيض أسراب الطيور بتدمير أعشاش توالدها (صورة 9.ج) وقبضها بالفخاخ وسائل ناجعة أيضاً لتخفيف ضرر الطيور ولكنها تبقي مسببات رئيسة للحد من انتاج وتدني جوده التمور.

الفئران

قد تهاجم الفئران أياً من اجزاء النخلة، كما تحفر خنادق تحت الارض فتتلف الجذور ونظم الري الفار النيلي Arvicanthis niloticus وفار السقف الاسود Rattus rodent وفار البيوت ذات البطن البيضاء Mus musculus L تسبب ضرراً كبيراً للتمور في المخازن. وتكافح هذه الفئران كيميائياً باستخدام مبيدات القوارض التي تفتك بالتخثر مثل Killrt, و Stormو Racomin يتواجد الفار العديد الاثداء Mastomes natalensis والجربوع Tatera robusta مع الفأر النيلي في الحقول وهي تهاجم النخيل. تكافح هذه الفئران

آفات التخزين

تعرف بعض الآفات الخطيرة بأنها تهاجم التمور على النخل وفي المخازن. تكافح هذه الآفات بالتعفير بمبيد المالاثيون بتركيز 5% ثلاثة أسابيع قبل الحصاد. تجمع هذه التمور في أوعية نظيفة وتؤخذ للمخازن مع المحافظة على عدم خلطها بالتمور الساقطة على الأرض خشية تلوثها. تبخر المخازن بمبيد الميثايل برومايد لتبقى التمور نظيفة. ثلاثة آفات مدمرة في مخازن تمور السودان هي: دودة طلع النخيل او فراشة التمر العظمي Arenipsis abella hampsia وسوس التمر او عث التينEphestia sp. وخنفساء الحبوب ذات الصدر المنشاري Oryzaephilus surinamensis

الأمراض

لم تجر حتى اليوم مسوحات دقيقه وشامله لأمراض النخيل في السودان وتعرف بعض الأمراض بمسميات محلية فقط. السودان خال حتى اليوم من مرض البيوض المدمر الذي يسببه فطر الفيوزيريوم اكسبورم البدنس Fusarium oxysporum albedinis ولكن أخصائي الأمراض عزلوا بعض الأمراض التي تهاجم النخيل (صورة رقم 10 أ، ب، ج).

اللفحة السوداء Thelaviopsis paradoxa

من الامراض الأكثر انتشاراً ويسهل التعرف عليها. يظهر هذا المرض أعراضاً شكلية متعددة لذا فإن له أسماءً عديدة كاللفحة السوداء وعفن البرعم وانحناء الرأس. الطريقة الرئيسة للمكافحة هي إصحاح البيئة بجمع وحرق أجزاء النبات المصابة وتدمير النباتات ذات الإصابة الشديدة. ترش الأنسجة المحيطة بالإصابة كيماوياً بمبيدات الفطر النحاسية.

مرض تبقع الاوراق القرافيولي Graphiola leaf spot

يحدث هذا المرض على نطاق محدود في الاماكن الرطبة ولا يكافح كيميائيا. تحرق الاجزاء المصابة كتدابير لصحة للبيئة.

مسببات امراض أخرى Mauginella scaettae , Aspergillus sp., Fusarium moniliforme , F. oxysporum , and Helminthosporium sp

كسائر معظم الامراض الفطرية يمكن السيطرة علي هذه الامراض بمبيدات الفطريات النحاسية، ولكن لا تكافح اي من هذه الامراض كيميائيا فإصحاح البيئة هي وسيلة المكافحة.

الموارد الوراثية وحفظها

يوفر التنوع البيولوجي الكبير في تمور السودان مواد خصبه للانتخاب المحلي وتحسين الأصناف. من حيث الشكل، فإن التنوع البيولوجي يتمثل في لون الثمرة وحجمها وشكلها وموعد نضجها وبذرتها وعراجينها وجريدها وخوصها وشوكها وأليافها وظل الشجرة وملامح أخرى. أسماء بعض الأصناف كناية لشكل الثمار مثل أصابع العروس، أو لون الثمار عند التحول لمرحلة الخلال مثل أشقر وأحمر (البكر 1972). في السودان، تعرف بعض أصناف نخيل الواحات بمسميات نوبية ترمز للشكل مثل (قلد) رمزاً للون الثمرة الحمراء و (قل بجو) وصفاً لقلب النخلة المفتوح. الخصائص الكيميائية مثل محتوى التانينات وتركيز السكر في مراحل نمو الثمرة المختلفة، أيضاً عوامل تساعد في التنوع البيولوجي لأصناف التمور (الشبلي وكوربلاين (2009 و2010). قاد الانتقاء الطبيعي بالتأقلم للبيئة وانتخاب البشر على أساس الشكل والتركيب الكيميائي للتوصل لأصناف تمور السودان الحالية. تروج الواسمات الجزيئية لكونها وسيلة غير تدميرية تستخدم فيها أجزاء بسيطة من النبات، كوسيلة بناءة للتعرف على تباين اشكال النبات وتحديد الجنس في مرحلة مبكرة من النمو. احدثت تقانات البصمات الوراثية تطوراً في التباين العشوائي للحمض النووي المبلمر، وتعدد شظايا الحامض النووي ذات الأطوال المختلفة لتحديد التباين في نخيل التمر.

أوردت سكينه الشبلي صوراً فوتوغرافية لاكتشاف تباين الأشكال في اثنتين من مواضع التتابع الصغير المتكرر التي طورها باللوتي وآخرون (2004) في سبعة أصناف من السودان (شكل رقم 11).

في دراسة للتباين الوراثي بين خمسة وأربعين صنفاً وثلاثة وعشرين فحلاً سودانياً ومغربياً أورد شبلي وكوربلينن (2008) متوسط تباين 84. بين الأصناف و80. بين الفحول السودانية كما أظهرت الأصناف المغربية تبايناً معنوياً مقارنة بالمجموعة السودانية.

لا يوجد برنامج لتربية النخيل في السودان، غير أن اتجاه الحفاظ على السلالات المميزة المنتخبة طبيعياً ظل متواصلاً. أصناف النخيل القصيرة والسيقان الضخمة وقليلة الأشواك وغزيرة الحمل والثمار الجيدة مرغوبة، وتوجد أصناف محلية تحمل هذه المواصفات. توجد في كل منطقة زراعة نخيل بعض النخيل المشهورة بمواصفات مميزه يحتفظ أصحابها بثمارها لاستهلاكهم الخاص أو ذويهم المقربين فقط. سلطانة بدين (رقم 12 أ) مثال لتمر يتميز بكبر الحجم والسكريات الخفيفة نسبياً. يجري حالياً التحقق من قيمة هذه التمور ذات الصفات المميزة غير المثبتة. أوصت بحوث أجريت في السودان بإكثار ومراقبة بعض سلالات بذرية مميزه من الفحول والضروب بعد تقييمها (باشاب وخيري 2012؛ ابنعوف وخيري 2012). وتضمنت البحوث التي أجريت في مروي عمليات رسم خرائط لتسعة وعشرين سلالة منتخبة في المنطقة كاشفة الفرص لإدخال سلالات جديده بصفات مميزه من الانتخاب المحلي في توسيع قاعدة الموارد الوراثية للأصناف السودانية. وتوفر تقانات زراعة الأنسجة وسيلة فعالة لإكثار مثل هذه المواد النباتية النادرة. أسست شركة زادنا العالمية مجمعاً لسلالات نخيل نسيجية مستقدمه في منطقة الكدرو بالخرطوم بحري (صورة رقم 12ب). وأسس السيد بشير محمد عيد حديثاً مجمعاً لثلاثمائة وستمائة نخل نسيجي مستقدمة من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة في مشروع السليت الزراعي بالخرطوم بحري.

إكثار النخيل بالأنسجة

ادراكا لدور زراعة الانسجة كوسيلة سريعة لإكثار نخيل مطابقة لمواصفات الصنف، خالية من الأمراض تماماً فقد تم تأسيس مختبرات زراعة الأنسجة التالية في السودان وإنشاء المزيد منها وارد وهي:


أ - مصلحة البساتين بوزارة الزراعة السودانية الاتحادية

ب - أبحاث البيئة، الخرطوم

ج - كلية الزراعة جامعة الخرطوم

د - لينا في الكدرو بالخرطوم بحري

ه - جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بشمبات

و- التقانة، مشاركة بين ولاية الخرطوم ووزارة العلوم والتقانة

ز - شركة زادنا العالمية، الكدرو (تحت التشييد)

تقوم هذه المختبرات غالباً بإكثار البطاطا والموز حيث أن إنتاج شتلات النخيل تجارياً ما زال قيد البحث. لدفع عملية إكثار النخيل نسيجياً، فقد أبرم اتفاق تعاون مشترك بين مختبرات الراجحي في المملكة العربية السعودية وشركة زادنا العالمية للشروع في تجهيز مختبر الكدرو بجلب المعدات وتدريب الكوادر الوطنية وبدء العملية.

قبل عقدين من الزمان بدأ تدفق استقدام شتلات نخيل نسيجي للسودان من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وإيران. تستورد شتلات النخيل في مرحلة التوربيدو وتربي في المشاتل ثم يتم توزيعها لأماكن زراعة النخيل. بدءً بصنفي البرحي والخلاص، تم استجلاب حوالي نصف مليون شتلة بدأت تدخل معظمها مراحل الاستثمار حديثاً. أظهرت أصناف البرحي والخضراوي والخنيزي نجاحاً عظيماً في مناطق درجات الحرارة الشديدة والرطوبة العالية نسبياً مثل الخرطوم لقابلية استهلاكها في مرحلة الخلال، قبل هطول الامطار الصيفية. المجهول والسكري (التي تستهلك عادة في مراحل التمر) مبكرة النضج ولكن فرص إدراك نجاحها لا تتحقق إلا في سنوات قلة هطول الأمطار. أظهرت ثمار العنبرة بعض أعراض التلف بسبب الأمطار في مرحلة الرطب بالخرطوم، ولكن بعض عينات أحضرت من غرب امدرمان أظهرت تمور عنبرة تقارب مرحلة التمر. كلما دخل المزيد من الاستقدامات مراحل الانتاج، ربما يتم تحقيق المزيد من النجاحات (خيري وأخرون 2010) (صورة رقم 13 أ - د).

أهم أصناف التمور في السودان

ظل السودان مشتهراً بإنتاج التمور الجافه لبيئته المشمسة الحارة الجافه والرطوبة النسبية المنخفضة. كان يعتمد السودان لوقت قريب على ستة أصناف تجارية محلية، إضافة لقليل من الأصناف المتواجدة بأعداد محدودة (عثمان 1984). لا توجد بيانات عن الصفات المورفولوجية لهذه الأصناف ولكن يمكن إعطاء المعلومات الأساسية والصور الفوتوغرافية. وبينما تمت المحافظة على هذه الأصناف بالإكثار بالفسائل، فإن هنالك تبايناً كبيراً بين تمور كل صنف بانتظار برنامج انتخاب لتحسن صفات كل صنف. ويمكن التفاوت البيئي في السودان من إنتاج العديد من أصناف التمور الجافة وشبه الجافة والرطبة.

الأصناف الجافة

تزرع هذه الاصناف في الحدود الشمالية من حزام زراعة النخيل بين خطي عرض 21 - ° 18 شمالاً وتتطلب جواً جافاً مع وحدات حرارة تتراوح بين 2093-2316° مئوية. نسيج التمور الجافه صلب الملمس لدرجة لا تتعدى نسبة رطوبتها العشرين في المائة وأدناه وصف لبعضها:

صنف ابتموده

من أجود الأصناف السودانية. يحمل هذا الصنف مسميات مختلفة ولكن الاسم الصحيح لهذا الصنف هو ابتموده. ابتي هو الاسم النوبي لصنف البركاوي وهذا نمط متقدم من البركاوي (ابتي موضة محرفة). في تقريره عن احتمالات تحسين النخيل في السودان، ذكر نكسون (1967) أن معظم نخيل الابتموده موجودة بين منطقتي دنقلا ووادي حلفاً، ومن حيث الجودة فقد يكون أفضل الأصناف في السودان (صورة رقم 14). الابتموده شبيه بالصنف دقلة نور ويتطور لتمر جاف لو حفظت الثمار على النخيل لفترة طويلة. ولو تم جني الثمار في مرحلة نضج مبكر، واحتفظ بها بصورة جيده فهو تمر نزوة رطب. أطوال الثمار بين 5- 6 سنتمترات وأعراضها بين 1.5 -2 سنتمتراً. أعداد هذا الصنف محدودة حيث يمثل 2 % فقط من عدد النخيل في السودان (البكر 1972). يدر صنف الابتموده اسعارا عالية ولكن لا توجد منه كميات كافيه للتأثير على الاسواق.

صنف البركاوي

من أكثر أصناف التمور الجافة انتشاراً واهمها في شمال السودان مكوناً ما يقارب 85% من نخيل منطقة مروي - دنقلا. ذكر ماسون (1927) أن للسودان في البركاوي صنفاً جافاً من الدرجة الأولى القليلة في العالم. إنه صنف صلب جداً لو ترك على النخل لوقت طويل لذا فهو ليس عرضه لهجوم أفات التخزين. الثمار مستطيلة، 4-5 سنتمترات طولاً و1.5 سنتمتر قطراً، ويصلح للأكل في أخر مراحل التمر فقط لاحتواء ثماره على نسبة عالية من التانينات في المراحل الأولى من نمو الثمرة (صورة رقم 15 أ و ب).

قنديله

هذا هو الصنف المهم الثاني الذي يلي البركاوي في السودان ويكون حوالي 5% من عدد النخيل. الساق أضخم من البركاوي والألياف أخشن. يعامل عادة كصنف جاف، ولكنه ليس في صلابة البركاوي ويبدو أنه أكثر عرضة لهجوم أفات المخازن. لو تم حصاده في مرحلة نضج مبكر وتخزينه بصورة جيدة، فهو صنف جيد النوعية، ذات نكهة ممتازة. أطوال الثمار حوالي 4 -4.5 سنتمتراً و 2 – 2.5 سنتمتراً قطراً. قد يكون عدم اتساق لون الثمار من عيوب الصنف (صورة رقم 15. ج و د)، ولكن للقنديلة نكهة ممتازة وبسوق بواحد ونصف سعر البركاوي. إنه صنف مفضل جداً.

كلمه

وفق نكسون (1967)، فالكلمة هي أكبر تمور السودان حجماً. ولكن هذا الصنف لم يكن محبباً لنكسون لاعتقاده باحتواء الثمار على نسبة عالية من الألياف.

الاصناف شبه الجافة

تتطلب هذه الاصناف 1400-1500 درجة مئوية من مجموع وحدات حرارية وجو جفاف معتدل. تبدأ المنطقة المناخية لهذه الأصناف عند منطقة مروي حوالي خط عرض 18° شمالاً وتزداد تدريجياً باتجاه الجنوب حيث تطغى الأصناف شبه الرطبة في منطقة أبوحمد وتمتد جنوباً حتى تحد الرطوبة العالية من انتشار إنتاج التمور جنوباً. ينتشر الصنفان التجاريان الشبه جافين المشرق ود لقاي (صورة رقم 16أ و ب). ومشرق ود خطيب (16 ج). في السودان. الملمس الخارجي لهذه الأصناف شبه الجافة يشابه أفضل الأصناف العراقية (نكسون 1967). المشرق ود خطيب أقل درجة من المشرق ودلقاي في الجودة لأن لحمتها أقل تماسكاً وأنه أقل نعومة في الملمس وتنفصل قشرته، ونواته أكبر. يفضل زراع الأصناف التجارية صنف الخطيب لأنه أصلب وأفضل تأقلماً للبيئة. ولكن صنف المشرق ود لقاي أكثر نزوه. ثمار الصنفين صغيرة الحجم وتحتاج الخف للوصول للأحجام اللائقة. حمل النخيل شبه الجافة أكثر غزارة من الاصناف الجافه وانتاجية مائتي كيلوجراما للنخلة حمل عادي.

الأصناف شبه الجافة والرطبة
الأصناف الرطبة

تتطلب هذه الاصناف 1,100– 1500 درجة مئوية من مجموع وحدات حرارية. المدينة هي الصنف التجاري الرطب الوحيد في السودان. وهي أولى الأصناف التجارية ابكاراً في النضج. تداول المدينة وتستهلك كصنف طازج تماماً وقد يورد في الاسواق المحلية في شهر يوليو (صورة رقم 16- د). الثمار كبيرة وجاذبة. الساق ضخم مقارنة بمعظم الأصناف السودانية. يجب تلقيح هذا الصنف بمجرد فتح الاغريض وإلا فشلت عملية التلقيح. لا توجد سوى بضعة آلاف نخلة من صنف المدينة في السودان وقد غمر سد مروي الذي انشئ حديثاً المناطق الرئيسة لإنتاج هذا الصنف وأتلف الكثير من نخيل الصنف مدينة.

انتاج وتسويق التمور في السودان

يرتكز سوق التمور في السودان على التمور الجافه التي يشتهر بها السودان. التمور الجافه سهلة الحصاد والمداولة والتخزين والترحيل في أوعية بسيطة كالجوالات والأكياس والقرب. لصلابة نسيجها فإن التمور الجافة أقل تعرضاً للتلوث مقارنة بالتمور الرطبة وشبه الرطبة. عند الحصاد، تلقى سباطات التمور الجافة من قمم النخل على حصر مفروشة حول قاعدة النخيل وهي وسيلة لا يمكن استخدامها لحصاد تمور غير جافة. عقب الحصاد مباشرة تنشر التمور في الشمس لتجف فتعبأ في جوالات واوعية خزف معدة للتسويق وتخزن. تعرض التمور الجافة للتسويق في أوعية مفتوحة كما في الصورة (صورة رقم 17 أ). وبما أن الأصناف الرطبة وشبه الجافة أسهل مضغاً وأكثر جذباً للمستهلك، فإن السياسات تميل لتوجيه إنتاج التمور نحو شبه الجافه والرطبة.

لا يمكن حصاد التمور الرطبة بإلقاء السباطات من القمم كما هو الحال في حصاد التمور الجافه لأن هذا سيعرضها للتلف. لذا فإن حصاد تمور الخلال والرطب يتم بتدلية السبائط وتلقيها ووضعها برفق شديد عند قاعدة النخلة. وتقص شماريخ الخلال وتصطف في صناديق بعبوة 1-3 كيلوجرام أو أكبر مصنوعة من الورق أو البلاستك لعرضها للبيع (صورة رقم 17، ب). صورة رقم 17

من حيث المساحة، فإن معظم بساتين النخيل صغيرة لا تتعدى الفدانين (8. هكتاراً). مع استقدام كميات كبيره من شتلات النخيل النسيجية خلال الاعوام القليلة الماضية، انشئت بساتين نخيل كبيرة المساحة معظمها في ولاية الخرطوم اضافة لبعض البساتين في ولايات نهر النيل والشمالية والبحر الاحمر حيث تحتوي كل من بساتين زادنا في الكدرو ومريم العذراء والقوصي في امدرمان وبساتين النخيل في جبيت بولاية البحر الاحمر على 3000-4000 نخلة. ويحتوي بستان شركة جانديل في وادي المكابراب قرب مدينة الدامر بولاية نهر النيل على 43000 نخلة من أصناف محلية وعراقية.

تصنيع التمور والمنتجات الجديدة

من أكثر أصناف التمور الجافة انتشاراً واهمها في شمال السودان مكوناً ما يقارب 85% من نخيل منطقة مروي - دنقلا. ذكر ماسون (1927) أن للسودان في البركاوي صنفاً جافاً من الدرجة الأولى القليلة فيبدأ التصنيع التقليدي للتمور في السودان قبل زمن بعيد. أشهر الصناعات هي خبز ومعجون التمر. يعد خبز التمر عادة بخلط معجون التمر مع دقيق القمح وخبزها مع إضافة بعض البهارات والسمن. ويستهلك معجون التمر على نطاق واسع في القطر كمنتج معروف مع إضافة البهارات والسمن. في عام 1958 تم إنشاء مصنع تمور رائد بطاقة أنتاج 1700 طن متري في العام في كريمة بالولاية الشمالية كمشروع مشترك بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية. وفي عام 1965سلم المصنع لوزارة الصناعة. يحتوي هذا المصنع على مرافق التخزين والنظافة والفرز والتعبئة. وبعد العمل لسنوات فإن هذا المصنع قد بلغ مرحلة ينبغي تأهيله. يقوم القطاع الخاص حالياً بتشغيل المصنع لتعبئة التمور الجافة وشبة الجافة والرطبة معبأة في عبوات استهلاك صغيرة. كما ينتج معجون التمور (الذي يستعمل لمنتجات الحلوى) وتصنيع حلوى التمر والخل والكحول من نوعيات التمور المتدنية الجودة.

تصنيع أجزاء النخلة لإنتاج الحصائر والأواني والأثاث والمواد الحديثة الأخرى معروفة في السودان منذ القدم. تصنع الحصائر من خوص النخل. وتصنع الاطباق من ساق العراجين مغرزة بالخوص كما تصنع السرائر والأثاث والسلال من الجريد (صورة رقم 18 أ- د) والجهود متواصلة لتشجيع هذه الصناعة.

الخلاصة والتوصيات

تُعرف النخلة في السودان منذ قديم الزمان مصدراً لتأمين الغذاء ومحصولاً نقدياً ومأوى. ارتكز إنتاج التمور في الماضي على التمور الجافه التي يشتهر بها السودان مع بعض التمور شبه الجافه. وخلال العقدين الماضيين تم إحداث تنوع في الأصناف باستقدام شتلات نسيجية وانتخاب من النخيل البذرية المحلية. لازال السودان خالياً من آفة سوسة النخيل الحمراء ومرض البيوض المدمرة، ولكن الإنتاج يضعف بهجوم بعض أفات حشرات الأرضة والقشرية والعناكب والفقاريات وأمراض الفطر والمايكوبلازما والفيروسات والكثير من الأمراض بانتظار التشخيص والتحديد، كما أن العمليات الفلاحية تقليدية غالباً ولكن بدأ ادخال التقانات الحديثة في العمليات الفلاحية وتقانات خدمة النخلة والعذوق والمداولة والتعبئة لترقية التسويق ومقابلة متطلبات المستهلك المتزايدة.

استخلاصاً من الواقع الحالي، يقترح تنقيذ التوصيات التالية لتنمية النخيل بالسودان:


أ‌- إنشاء مركز متخصص للنخيل والتمور كمؤسسة وطنية رائدة لترقية قطاع النخيل والتمور في القطر وتوسيع مجالات التعاون والتفاعل مع المؤسسات الاقليمية والدولية ذات الصلة لتبادل المعلومات والمواد وإجراء البحوث المشتركة وتنسيق الجهود لمعالجة القضايا التي تواجه تنمية النخيل والتمور ككل.
ب- إنشاء مؤسسة تعاونية لتجميع قدرات منتجي التمور في السودان ودعم الجهود الوطنية لتنمية القطاع. لأن قدرات الأفراد محدودة فإنتاج التمور وحصادها ومداولات ما بعد الحصاد وتعبئتها وتخزينها وعمليات التسويق دائماً ما تكون فوق قدرات الأفراد. تجميع الموارد القومية وسائل فاعله لتطوير هذه العمليات.
ج- تطبيق التقانات المتطورة في العمليات الفلاحية وخدمة النخل والعذوق والعمليات اللاحقة.
د- تقوية البنيات: تشييد مختبرات زراعة أنسجة بمعدات حديثة، ومؤسسات مجهزة لتدريب الكوادر في المجالات المختلفة وبناء مرافق لائقة للتعبئة والتغليف والتخزين.
ه- بناء القدرات: تدريب وبناء قاعدة من الكوادر الوطنية المقتدرة لتولي مهام البحث والإرشاد ونقل المعلومات ونشر تقانات التسويق والترويج والعمليات الأخرى.
و- متابعة البرامج البحثية الجارية لتحسين الأصناف والفحول مستهدفين التوصل للمميز منها بإنتاجية وفيرة وجودة عالية لكل منطقة مناخية.
ز- تقوية وقاية النبات والحجر الزراعي لضمان حماية قطاع النخيل والتمور بحظر ادخال الآفات والأمراض المدمرة وايفاد الفرق العلمية لإجراء المسوحات اللازمة لتحديد الأمراض غير المعروفة وتقديم النصح للسيطرة.

x

المنظمون

بالتعاون مع

انضم الى القائمة البريدية للمهرجان